الفوائد الثمانی - ۳
(الفائدة السادسة) أنی رأیت الناس یعادی بعضهم بعضا لغرض وسبب، فتأملت قوله تعالی: (إِنَّ الشَّیْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۞ فاطر:٦) فعلمت أنه لا تجوز عداوة أحد غیر الشیطان.
(الفائدة السابعة) أنی رأیت كل أحد یسعی بجدّ ویجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش بحیث یقع به فی شبهة وحرام، ویذلّ نفسه، وینقص قدره، فتأملت فی قوله تعالی: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِی الْاَرْضِ إِلاَّ عَلَی اللَّهِ رِزْقُهَا ۞ هود: ٦) فعلمت أنّ رزقی علی الله تعالی وقد ضمنه؛ فاشتغلت بعبادته وقطعت طمعی عمّن سواه.
(الفائدة الثامنة) أنی رأیت كل واحد معتمدا علی شئ مخلوق: بعضهم إلی الدّینار والدّرهم، وبعضهم إلی المال والملك، وبعضهم إلی الحرفة والصناعة، وبعضهم إلی مخلوق مثله، فتأملت فی قوله تعالی: (وَمَن یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْءٍ قَدْرًا ۞ الطلاق: ۳) فتوكلت علی الله فهو حسبی ونعم الوكیل.
فقال شقیق: وفّقك الله تعالی، إنی قد نظرت التوراة والانجیل والزبور والفرقان فوجدت الكتب الأربعة تدور علی هذه الفوائد الثمانیة. فمن عمل بها كان عاملا بهذه الكتب الأربعة.