قد جمع الله تعالی فی حبیبه علیه الصلاة والسلام جمیع المحاسن الظاهریة والباطنیة- ۲
والذین رأوه وسمعوه یدخلون الاسلام برغبة وحب ولم تر ایة تقصیر او قبح فی ایة حركاته واعماله واقواله فی وقت من الاوقات وكان لا یغضب لأذی حصل لنفسه الكریم واما لاعداء الدین ومطاولی الالسنة والایدی علی الاسلام فكان شدید البأس ولو لم یكن حلیما مع الجمیع لما یطیق احد الجلوس عنده والاستماع لاقواله المباركة من هیبة نبوته وعظمة احواله. بینما لم یقرأ من احد شیئا ولم یتعلم ولم یكتب وولد وعاش بین الناس الذین لم یقوموا بالاسفار ولم یكن لهم علم باخبار الامم السابقة واطرافهم قد اخبر صلی الله تعالی علیه وسلم بما فی التوراة والانجیل وفی كافة الكتب الاخری واسكت اكابر كل الأدیان والمسالك بالحجج والبراهین وقد أظهر القرآن الكریم اكبر معجزة وتحداهم بأن یأتوا مثل آیة من ست الاف ومائتین وست وثلاثین آیه فلم یأتوا بها منذ ما یربوا علی الالف واربعمائة سنة بالاتفاق فیما بینهم وصرفهم الأموال والثروات