Untitled Document

المكتوب السادس والاربعون للامام الربانی رحمه الله تعالی- ۲

ومن المحقق ان میدان الاستدلال ضیق جداً، وحصول الیقین من طریق الدلیل والنظر والفكر متعذر، فكان ازالة المرض القلبی لتحصیل الایمان الیقینی ضروریا، كما أن ازالة علة الصفراء فی تحصیل الیقین بحلاوة السكر، اشد ضرورة من اقامة الدلیل علی حلاوة السكر، وكیف یحصل الیقین به باقامة الدلیل علیه، مع حكم وجدانه بمرارته بسبب علة الصفراء القائم به، وهكذا الحكم فیما نحن فیه. فان النفس الامارة، منكرة للاحكام الشرعیة بالذات، وحاكمة بتناقضها بالطبع. فتحصیل الیقین بحقیة هذا الأحكام الصادقة من طریق الدلیل مع وجود انكار وجود المستدل علیه عسیر جداً، فكانت تزكیة النفس ضروریة، لتعسر حصول الیقین اللازم الحصول بدونها < قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا۞ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا۞ سورة الشمس* الآیة: ۹-۱۰>. فتقرر: ان منكر هذه الشریعة الباهرة، والملة الطاهرة الظاهرة، معلول بعلة مثل منكر حلاوة السكر، ولكن:

ما ضر شمس الضحی فی الافق طالعة * ان لا یری ضوءها من لیس ذا بصر