Untitled Document

المكتوب السادس والاربعون للامام الربانی رحمه الله تعالی- ۳

فالمقصود من السیر والسلوك، وتزكیة النفس وتصفیة القلب، هو: ازالة الآفات المعنویة، والامراض القلبیة المشار الیها، بقوله تعالی: <فی قلوبهم مرض۞ سورة البقرة، الآیة: ۱۰> لتتحقق حقیقة الایمان، فان وجد الایمان مع وجود هذه الآفات، فانما هو بحسب الظاهر فقط، لأن وجدان النفس الامارة حاكم بخلافة، وهی مصرة علی كفرها. ومثل هذا الایمان الصوری، مثل ایمان الصفراوی بحلاوة السكر، فی كون وجدانه حاكما وشاهدا بخلافه، فكما ان الیقین الحقیقی بحلاوة السكر انما یحصل بعد زوال مرض الصفراء، كذلك حقیقة الایمان، یعنی بحقیة الاحكام الشرعیة وصدقها، انما تحصل بعد تزكیة النفس واطمئنانها، وحینئذ یصبر الایمان وجدانیا. وهذا القسم من أقسام الایمان، محفوظ من الزوال. وقوله تعالی < أَلا إِنَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ۞ سوره یونس، الآیة: ٦۲> صادق فی شأن صاحبه.