مرض الجهل علی أربعة أنواع - ۲
وذلك رجل یشتغل بطلب العلم زمنا قلیلا ویتعلّم شیئا من العلم العقلیّ والشرعیّ فیسأل ویعترض من حماقته علی العالم الكبیر الذی مضّی عمره فی العلوم العقلیّة والشّرعیّة، وهذا الاحمق لا یعلم ویظنّ أنّ ما أشكل علیه هو أیضا مشكل علی العالم الكبیر. فاذا لم یعلم هذا القدر یكون سؤاله من الحماقة فینبغی ألا تشتغل بجوابه
والثّالث أن یكون مشترشدا؛ وكل ما لا یفهم من كلام الأكابر یحمل علی قصور فهمه، وكان سؤاله للاستفادة، لكن یكون بلیدا لا یدرك الحقائق، فلا ینبغی الاشتغال بجوابه أیضا كما قال رسول الله صلی الله علیه وسلم: (نحن معاشر الانبیاء أمرنا أن نكلّم النّاس علی قدر عقولهم).
وأمّا المرض الذی یقبل العلاج فهو أن یكون مسترشدا عاقلا فهما، لا یكون مغلوب الحسد والغضب وحبّ الشّهوة والجاه والمال. ویكون طالب الطریق المستقیم؛ ولم یكن سؤاله واعتراضه عن حسد و تعنّت وامتحان. وهذا یقبل العلاج فیجوز أن تشتغل بجواب سؤاله، بل یجب علیك إجابته.