Untitled Document

العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة

أیها الولد، ینبغی لك أن یكون قولك وفعلك موافقا للشّرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة، وینبغی لك ألا تغترّ بالشّطح وطامات الصوفیة، لأن سلوك هذا الطریق یكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسیف الریاضة، لا بالطّامّات والترهات.

واعلم أن اللسان المطلق، والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة، علامة الشقاوة، فاذا لم تقتل النفس بصدق المجاهدة فلن یحیی قلبك بأنوار المعرفة.

واعلم أن بعض مسائلك التی سألتنی عنها لا یستقیم جوابها بالكتابة والقول، إن تبلغ تلك الحالة تعرف ما هی، وإلا فعلمها من المستحیلات لأنها ذوقیة، وكل ما یكون ذوقیا لا یستقیم وصفه بالقول كحلاوة الحلو ومرارة المرّ لا تعرف إلا بالذوق. كما حكی أن عنّینا كتب إلی صاحب له أن عرفنی لذة المجامعة كیف تكون. فكتب له فی جوابه، یا فلان إنی كنت حسبتك عنّینا فقط. والآن عرفت أنك عنّین وأحمق. لأن هذه اللّذة ذوقیة إن تصل إلیها تعرف، وإلا لا یستقیم وصفها بالقول والكتابة.