Untitled Document

علی قدر حبك الله یحبك الخلق

وعلیك بقلة الكلام وقلة النوم وقلة الضحك فانها تمیت القلب وتودیع كل الامور الیه تعالی وتجدّ فی اداء العبودیة لعلك تفرغ من تدبیر الامور والنعم ما قال سید الطائفة (مخ كل حاجة من الدنیا تركها) اذا جانب قلبك عن غیره تعالی فهو یكفیك فی جمیع امورك كما جاء فی الخبر (من جعل همومه هما واحدا كفاه الله همومه من الدنیا والآخرة) وكذلك یحببك للخلق وهم یقومون بخدمتك وقال یحیی بن معاذ الرازی قدس سره المتوفی سنة ۲٥۸ ه. [۸۷۲ م.] فی نیشابور (علی قدر حبك الله یحبك الخلق وعلی قدر خوفك من الله یهابك الخلق وعلی قدر شغلك بالله عز وجل یشغل بامرك الخلق) وقال أیضا رضی الله تعالی عنه (من سر بخدمة الله سر الاشیاء بخدمته ومن قر عینه بالله قره عیون كل شئ بالنظر الیه) والحاصل كن له والا فلا تكن ولا تنشغل بتدبیر نفسك ولا تعتمد علی أحد بفضل الله وقال ابو محمد عبد الله الراشی رحمة الله علیه المتوفی سنة ۳٦۷ ه. [۹۷۸ م.] فی بغداد (أعظم حجاب بینك وبین الحق اشتغالك بتدبیر نفسك واعتمادك علی عاجز مثلك فی اسبابك لا یكون الصوفی صوفیا حتی لا تقله ارض ویظله سماء ولا یكون له قبول عند الخلق ویكون مرجعه فی كل الاحوال إلی الخالق تبارك) وینبغی البشاشة واللین وعذب الكلام لعیاله وأولاده وینبغی الاختلاط والاستئناس بهم بقدر الضرورة لاداء حقوقهم وعدم الاستئناس التام بهم قدر الاعراض عن الله تعالی.