وربما لا تبقی الی غد فلا تتیسر فرصة الندامة والتاسف التی هی نوع توبة والعذاب الابدی والعقاب السرمدی الذی أخبر به النبی الصادق علیه من الصلوات أفضلها ومن التسلیمات أكملها وحذر عنه العصاة، امامنا لا یتخلف أبدا وفی هذا الیوم یُلقی الشیطان اللعین فی التسویف والغرور والمداهنة باظهار كرم الله تعالی ویأمر بالمعاصی اتكاء بعفوه تعالی.

حكی أنّ الشّبلی، رحمه الله، خدم أربعمائة أستاذ؛ وقال: قرأت أربعة آلاف حدیث، ثمّ اخترت منها حدیثا واحدا وعملت به، وخلّیت ما سواه، لانی تامّلته فوجدت خلاصی ونجاتی فیه، وكان علم الاوّلین والاخرین كلّه مندرجا فیه فاكتفیت به، وذلك أنّ رسول الله صلّی الله علیه وسلم، قال لبعض أصحابه: (إعمل لدنیاك بقدر مقامك فیها، واعمل لاخرتك بقدر بقائك فیها، واعمل لله بقدر حاجتك إلیه، واعمل للنّار بقدر صبرك علیها).