Untitled Document

ما العقل

والعقل ان اجبر علی حل علوم الاخرة التی لم یدركها ولم یقف علیها اما ان یسقط العقل ویتضرّر و اِمّا ان یحاول قیاسه بأمور الدنیا المعتادة و یُخطئُ فیَضِلّ ویُضِلّ والعقل عبارة عن آلة ومعیار ما احس بقوة الحس او ما یشابهه وما یتعلق به بعضه بعضا ویمیز القبیح من الحسن ویتحیر العقل فی ما لا یرتبط بتلك الامور فاذا لا مخرج الا الایمان بما جاء به الانبیاء دون الاستشارة بالعقل فیلاحظ بان اتباع الانبیاء هو مقتضی العقل وهو الطریق الذی اراده واستحسنه العقل ومحاولة استشارة العقل لاقوال الانبیاء التی هی فوق احاطة العقل وخارجه یكون مخالفة له وذلك یشبه بالسیر فی اللیلة الظلماء فی اماكن مجهولة من غیر خوف وبسیر القبطان المبتدئ بسفینته دون بوصلة فی المحیط فیحتمل وقوعهما فی المهالك والورطة فی كل آن.