التحریض علی صحبة الشیخ الكامل المكمل والاجتناب عن صحبة الناقص المتشیخ
(والطالب) لابد له أولا من برزخ ذی جهتین لكونه فی الابتداء فی غایة الدنائة ونهایة الخساسة وعدم مناسبته أصلا لجناب قدسه جل سلطانه من هذه الحیثیة، وذلك البرزخ هو الشیخ الكامل المكمل . وأقوی أسباب وقوع الفتور علی طلب الطالب هو الانابة إلی الشیخ الناقص، وهو الذی جلس علی مسند المشیخة بدون إتمام أمره بالسلوك والجذبة، فصحبته سم قاتل للطالب والانابة إلیه مرض مهلك . ومثل هذه الصحبه تورث الانحطاط والتنزل للاستعداد العالی ، بل ترمیه من الذروة إلی الحضیض، ألا تری أن المریض إذا أكل مثلا دواء من طبیب ناقص فی الطب فلا جرم یكون ذلك سعیا واجتهادا منه فی زیادة، مرضه وتضییع قابلیة إزالة مرضه ، وهذا الدواء وإن أورث تسكین الوجع وتخفیفا ما فی أول وهلة ولكن فی الحقیقة هو عین المضرة، فان وصل هذا المریض فرضا إلی طبیب حاذق یجتهد هذا الطبیب أولا فی إزالة تأثیر ذلك الدواء ویعالجه بالمسهلات – یعنی لاخراجه – ثم یشرع فی معالجة إزالة المرض بعد زوال ذلك التأثیر .