یقول الامام الربانی رحمه الله- ۱
فَاعْلَمْ أَیُّهَا الْمَخْدُومُ، وَلَابُدَّ لِلاِنسَانِ مِنْ ثَلاثَة ِ أَشْیَاءَ حَتَّی تَتَیَسَّرَ النَّجَاةُ الْاَبَدِیَّةُ: الْعِلْمُ وَالْعَمَلُ وَالاِخْلَاصُ. وَالْعِلْمُ عَلَی قِسْمَیْنِ: قِسْمٌ الْمَقْصُودُ مِنْهُ الْعَمَلُ، وَقَدْ تَكَفَّلَ بِبَیَانِهِ عِلْمُ الْفِقْهِ، وَقِسْمٌ الْمَقْصُودُ مِنْهُ مُجَرَّدُ الاِعْتِقَادِ وَالْیَقِینِ الْقَلْبِیِّ، وَذُكِرَ هٰذَا الْقِسْمُ فِی عِلْمِ الْكَلَامِ بِالتَّفْصِیلِ عَلَی مُقْتَضَی آرَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، الَّذِینَ هُمْ الْفِرْقَةُ النَّاجِیَةُ.
وَلا إِمْكَانَ لِلنَّجَاةِ، وَلا مَطْمَعَ لِاَحَدٍ فِیهَا، بِدُونِ اتِّبَاعِ هٰؤلَاءِ الْاَكَابِرِ، فَاِنْ وَقَعَتِ الْمُخَالَفَةُ لَهُمْ مِقْدَارَ شَعْرَةٍ، فَالْاَمْرُ فِی خَطَرٍ، أَیِّ خَطَرٍ!
إِلَی أَنْ قَالَ قُدِّسَ سِرُّهُ: وَبِالْجُمْلَةِ إِنَّ الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ مُسْتَفَادَانِ مِنَ الشَّرِیعَةِ، وَتَحْصِیلُ الاِخْلَاصِ الَّذِی هُوَ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ لِلْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، مَرْبُوطٌ بِسُلُوكِ طَرِیقَةِ الصُّوفِیَّةِ.